بدمع العيون برجع الصدى
لك الحمد إني حزين حزين
وجرحي يلوّن درب المدى
ولولا الهدى ، ربنا واليقين
لضاعت زهور الجراح سدى
جراحي وماذا تكون الجراح
أليست جراحي هدايا القدر؟
حين يتوقع الإنسان حدوث مكروه
فإنه غالبا ما يصاب بالغم ويذهب عنه الفرح ولو مؤقتا ، وهذه الحالة
التي تصيب الإنسان عندئذ هي حالة الحزن.
ومما ينبغي أن يعلم أن هذه الحياة لا تدوم على حال
وأن هذه الدنيا تتقلب بأهلها بين عز وذل، غنى وفقر، رخاء وشدة،
صحة ومرض، أحزان ومسرات...وهكذا يكون المرء بين الابتلاء
بالخير والابتلاء بالشر ، كما قال تعالى:
(وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
وهذه الدنيا إن أضحكت قليلا أبكت كثيرا ، وإن سرّت يوماً ساءت دهراً ، وإن متّعت قليلاً منعت طويلاً
طبعت على كدر وأنت تريدها
صفواً من الأقذاء والأكدار ومكلف الأيام ضد طباعها
متطلب في الماء جذوة نار
وبما أن هذا هو طبع الحياة فلابد أن يعتري الإنسان فيها شيء
من الحزن في بعض الأوقات وهذه هي الفطرة التي لا يمكن إنكارها
ولا الهرب منها ، وهو ينتاب كل إنسان من فترة لأخرى حسب
ما جبل عليه من الأخلاق، وما يعتريه من نكد الحياة، لذا فإنه لا يدوم في الغالب،
بل يضمحل من تلقاء نفسه، أو بمقاومة الشخص إياه بالأسلوب المناسب.
فالحزن والفرح أمران فطريان متضادان خلقهما الله في وجدان
الإنسان،
يخمد أحدهما بطغيان الآخر عليه وظهوره.
قال الله تعالى
وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى) ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن،
ولكن اجعلوا الفرح شكراً والحزن صبراً
ولهذا لا ينكر على العبد أن يحزن إذا توافرت أسباب الحزن ،
لكن المذموم قطعا هو الاستسلام لحالة الحزن بحيث يغلب
على صاحبه فينقطع أو ينعزل أو يسخط أو يصاب بالأمراض النفسية أو العضوية ، بل قد يتمكن الحزن من صاحبه
حتى يقتله نسأل الله العافية.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من الحزن ،
فكثيرا ما كان يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن .." وما يصيب المسلم في هذه الدنيا من أحزان فإنه يكون
سببا في تكفير سيئاته وخطاياه كما ورد في
الحديث: "
ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن
ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله من خطاياه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق