البرادعى و الإخوان |
ولكن عصام العريان، القيادي في "الإخوان،" دافع عن قرار التنظيم، في حديث لمجلة "تايم" قال فيه إن المشاركة تهدف إلى "حشر النظام في الزاوية" على حد تعبيره، مضيفاً: "إن قاطعنا، فسيقول النظام إن الانتخابات جرت دون تزوير، وسيربح، أما إذا شاركنا، فسيضطر لمواجهتنا."
وكانت جهود البرادعي، لفرض حالة من المقاطعة في الانتخابات المصرية المقبلة قد تلقت صفعة قوية قبل أيام، بعدما أعلن تنظيم الإخوان المسلمين عزمه المشاركة باعتبار أن المكاسب السياسية التي ستتحقق لهم تفوق ما يمكن تحقيقه من المقاطعة.
وقال جاشوا ستاشر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة "كنت" بأوهايو: "الإخوان يعتقدون أن الانتخابات هي فرصة للتأكد من استمرار نفوذهم في الشارع، وربما جذب عناصر جديدة،" مشيراً إلى أنهم يقدمون "الوعود الكبيرة" للناخبين مثل توفير سبعة ملايين فرصة عمل جديدة وتعزيز الحريات السياسية.
ويشير خبراء إلى أن النظام المصري لن يتسامح هذه المرة مع جهود "الإخوان" ولن يسمح لهم حتى بالفوز بالحصة المحدودة التي فازوا بها في انتخابات 2005، والبالغة 88 مقعداً من أصل 518، ويعتبرون أن إدراك البرادعي لهذه الحقيقة هو ما دفعه لاختيار مقاطعة الانتخابات
ولا يبدو أن قرار "الإخوان" قد حظي برضا البرادعي، الذي قال عبدالرحمن سمير، المنسق الإعلامي للحملة الشعبية المستقلة لدعم البرادعي، لمجلة "تايم" إن موقف الإخوان "هو بمثابة انشقاق من قبلهم عن صفوف القوى الوطنية العاملة من أجل التغيير."
وانتقد سمير قرار الإخوان بالمشاركة في الانتخابات، معتبراً أنه جاء بهدف "تخريب دعوة المقاطعة واستغلالها لتقوية مواقعهم ونشر أفكارهم بين طبقات الشعب."
ولكن ستاشر شكك بالجدوى الحقيقية للمقاطعة، معتبراً أن المعارضة المصرية جربتها في السابق، ولم تتمكن من سحب شرعية الانتخابات، معتبراً أن قرار الإخوان يفيد التنظيم لجهة السماح له بمواصلة إستراتيجية بناء المواقع والنفوذ في الشارع.
ويشير عدد من المراقبين إلى أن "المواجهة" قد بدأت بالفعل، إذ أن الداخلية المصرية منعت كل المرشحين المنتمين للإخوان من استخدام شعار "الإسلام هو الحل" باعتباره شعاراً دينياً يحظر استعماله، في حين كشف العريان لمجلة "تايم" أن 50 عنصراً من التنظيم اعتقلوا خلال الأيام الماضية، منذ اتخاذ قرار المشاركة بالانتخابات.
من جانبه، قال وليد قزيحة، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، إن قرار الإخوان كان منذ البداية المشاركة في الانتخابات لأنها فرصة لهم للبروز، مع أنهم يدركون بأن ذلك قد يغضب البرادعي.
وأضاف: "الأمر أكبر من مجرد انتخابات بالنسبة إليهم، هم ينظرون للأمر بنظرة استراتيجية أوسع بكثير، التنافس الانتخابي سيوفر لهم فرصة الاحتكاك وبناء العلاقات والترويج لأنفسهم، وهذا الهدف بعيد المدى، وعلينا ألا ننسى أن هذا التنظيم ظل موجودا على الساحة طوال 80 سنة، بينما ظهرت حركات كثيرة واندثرت."
وكانت جماعة الأخوان المسلمين، أكبر تجمع للمعارضة المصرية قد أعلنت السبت، أنها ستشارك في الانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر/تشرين ثاني المقبل، للمنافسة على 30 في المائة من مقاعد مجلس الشعب في مصر، ويتكون مجلس الشعب في مصر من 454 مقعدا، ستضاف إليها هذا العام حصة تتنافس عليها النساء عددها 64 مقعدا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق