09 يناير 2011

جنوب السودان يبدأ التصويت لحق تقرير المصير

سلفا كير يستهل عملية التصويت

بدأ الجنوبيون، الأحد، الإدلاء بأصواتهم في استفتاء تاريخي، وسط توقعات الكثيرين أن يؤدي لاستقلال الإقليم التابع، حتى اللحظة، لدولة السودان، في خطوة مصيرية استبقتها مناوشات مسلحة بين قوات جيش تحرير السودان وفصيل جنوبي متمرد، قالت حكومة الجنوب إن هدفه إرباك الاستفتاء.


ويتوجه 3 ملايين و930 ألف ناخب إلى مراكز الاقتراع، داخل وخارج السودان، للإدلاء بأصواتهم، على مدى أسبوع، على تقرير المصير للاختيار ما بين الوحدة والانفصال.
وكان سلفاكير ميارديت، النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس حكومة جنوب السودان، أول من أدلى بصوته الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي في مدينة جوبا.
وقال رئيس جنوب أفريقيا السابق، ثابو أمبيكي، لـCNN بأنها إن هناك إحساس بالتفاؤل بين الجنوبين واصفاً التصويت بأنه لحظة التحرير ."
وتحدث أمبيكي عن الجانب المأساوي من تاريخ السودان بشأن علاقة الشمال بالجنوب التي لم تقم قط على أسس المساواة ما أدى لاندلاع حرب أهلية مدمرة بين الطرفين، هي أطول الحروب التي شهدتها القارة الأفريقية راح ضحيتها قرابة مليوني شخص، أنهتها اتفاقية السلام الشامل، ويعد استفتاء تقرير المصير من أبرز استحقاقاته.
وأوضح أن الجنوب بحاجة لإعادة تعريف و وإعادة بناء العلاقات مع الشمال في أعقاب الاستفتاء.
والأحد، يدلي أهل الجنوب الذي يعتنق معظم سكانه المسيحية ومعتقدات دينية تقليدية أخرى بأصواتهم للبقاء إما تحت مظلة سودان واحد أو الانفصال عن الشمال العربي المسلم.
ومن جانبه قال دون دوكو، دبلوماسي من جنوب السودان، بأن الوحدة أو دولة سودانية واحدة غير مجزاءة لا تعني "سوى الحرب."
وأضاف قائلاً: "الوحدة الوطنية على مدى سنوات فرضت علينا الحرب والتهميش، والاستعباد، فما معنى الوحدة؟ بالنسبة لأهل جنوب السودان تعني الحرب فقط."
وأكد الزبير أحمد الحسن، وزير المالية السوداني السابق والقيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في حديث لـCNN بالعربية أن الخرطوم ستكون أول من يبارك ويعترف بدولة الجنوب إذا جرى التصويت بحرية كاملة وشفافية، مشدداً على أن التفكير الواعي بين البلدين سيكون المنهج الذي ينبغي أن يتخذه الجانبان."
وحول التوقعات ما ستفضي إليه نتائج الاستفتاء، قال الحسن إن مجريات الأحداث خلال الشهر الماضية ترجح تصويت الأغلبية للانفصال كدولة مستقلة.
ورجح وقوع "أحداث هنا وهناك" بين الجانبين إلا أن الإتجاه العام سيكون التعاون حيث يعتمد الأمن الغذائي للجنوب على الشمال الذي هو بحاجة لنفط الجنوب علماً أن معظم منشآت التكرير تقع في الجانب الشمالي.
وفي الغضون، ووقعت اشتباكات دامية بين قوات جيش الجنوب، وعناصر متمردة تابعة للقيادي الجنوبي غالواك غاي، أسفرت عن مقتل أربعة من صفوف الأخير واعتقال ستة.
وقال جيش تحرير السودان في بيان إن الاشتباكات اندلعت إثر كمين نصبه المتمردون لقواته، متهماً فصيل التمرد بمحاولة إرباك الإستفتاء.
ويُعد استفتاء التاسع من يناير/ كانون الثاني، أحد استحقاقات اتفاقية السلام الشاملة، التي وقعت في "نيفاشا" عام 2005، أنهيت بموجبها أطول حروب القارة الأفريقية دامت قرابة نصف قرن بين الشمال والجنوب.
وتبقى قضية الحدود واقتسام عائدات السودان من النفط من القضايا العالقة بين الشمال والجنوب بالإضافة إلى منطقة "أبييي" الغنية بالنفط التي سلم الاستعمار البريطاني عام 1905 سلطات إلى الشمال. وتنص اتفاقية السلام على أن يصوت أهالي المنطقة إما للبقاء جزء من الشمال أو العودة للجنوب، وأدى الخلاف حول لمن تعود أحقية التصويت في هذا الاستفتاء، لقبال الدينكا نقوق الجنوبية أم قبيلة المسيرية التي تميل للشمال، في تأخيره.


والسؤال الآن 
فى حال فصل الجنوب عن الشمال هل سيسود السلام فعلا  أراضى السودان أم أن فى  هذا الإنفصال بداية لسلسلة خلافات من نوع آخر؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق