22 فبراير 2012

لدغدغة مشاعر المصريين.. مبارك: بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة!

 استأنفت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد فهمي رفعت اليوم الأربعاء قضية الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه، في وقائع قتل المتظاهرين وإهدار المال العام واستغلال النفوذ وتصدير الغاز المصري لـ"إسرائيل".


ويترقب ملايين المصريين في الداخل والخارج اليوم جلسة تحديد موعد النطق بالحكم في القضية، حيث أعلن رئيس محكمة "جنايات القاهرة" الأسبوع الماضي أن جلسة الأربعاء ستكون الجلسة الختامية في محاكمة مبارك، حيث ستستمع خلالها المحكمة إلى دفاع المتهمين، كما سيعلن في آخر الجلسة عن موعد النطق بالحكم.
 وفور بدء الجلسة، أصرَّ سامح عاشور - نقيب المحامين - على رفضه لخروج المحامي عبد العزيز عامر صاحب طلب الرد من قاعة المحكمة، فردت المحكمة أن ذلك من سلطة المحكمة فقط، فطلب عاشور بتسجيل اعتراضه بصفته نقيب المحامين على قرار المحكمة بإخراج المحامي خارج القاعة، وهو ما دفع المدعين بالحق المدني بالتصفيق له.
وعقب ذلك، أكدت المحكمة أنها منذ تاريخها لا تفرق بين متهم وآخر، فسألت المحكمة المتهم الأول محمد حسني مبارك الرئيس السابق: هل لديك ما تقوله حول القضية أو أي تعقيب عن الجلسات؟ فأجاب مبارك على المحكمة: "لا يا سيادة القاضي سأكتفي بما سيقوله فريد الديب"، حسبما نقلت وسائل الإعلام المصرية.
ليقف الديب بعد ذلك ويطلب من المحكمة تسجيل اعتراضه على التقرير الذي قدمته النيابة بخصوص نقل موكله مبارك إلى مستشفى السجن، مؤكدًا أن المحكمة هي التي قررت في أولى جلسات المحاكمة في 3 أغسطس بإيداع موكله المركز الطبي العالمي، وكان على النائب العام رفض ذلك التقرير الذي جاء له من قبل لجنة الصحة بمجلس الشعب، مؤكدًا أنه لا يجوز لأي جهة التدخل في عمل المحكمة، وحتى لا تتدخل أعمال السلطة التشريعية في أعمال السلطة القضائية، وهنا صفق له جميع المحامين الحاضرين عن المتهمين.
وما إن انتهى فريد الديب من حديثه، تحدث مبارك للمحكمة وقال بيت شعر شهير ليستعطف به المشاعر: "بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة وأهلي وإن ضنوا عليَّ كرام".
ورأى المراقبون في استشهاد مبارك ببيت الشعر هذا محاولة منه لدغدغة مشاعر المصريين، وهو الوتر الذي لعب عليه في خطابه العاطفي الشهير إبان أحداث الثورة المصرية.
وتعليقًا على هذا، كتب الدكتور هشام برغش - عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح - عبر صفحته على الفيسبوك يقول: "محاولة المخلوع دغدغة مشاعر الشعب المصريين بالبيت الذي ألقاه والذي جاء فيه:
(بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة *وأهلي وإن ضنوا عليَّ كرام) محاولة مكشوفة مفضوحة لا تنطلي إلا على البله، وشعب مصر مع تميزه بعاطفة جياشة صادقة إلا أنه شعب واعٍ ذكي ليس شعبًا أبله".
وتابع الشيخ برغش يقول: "وليسأل نفسه هذا المراوغ: مَن الذي جار على مَن؟!
ثلاثون سنة وهو يجور على هذه البلد حتى جعلها في ذيل الأمم في كافة المجالات أخلاقيًّا وسلوكيًّا وحضاريًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا... ولازالت هذه البلد صابرة عليه كريمة معه لعله يرعوي لكنه تمادى في غيه وجوره.
وليسأل نفسه أيضًا: من الذي ضنَّ على من؟!
ثلاثون سنة وهو يضن على هذا الشعب الكريم؛ فحرمه كرامته وحريته حتى أصبح شعبًا ذليلاً في بلده وخارج بلده لا يحسب له أحد حسابًا ولايأبه به، مدفوع بأبواب السفارات ومكاتب العمل يبحث عن لقمة عيش، ضن عليه بها حاكمه وعصابته!! وعندما تهان كرامته وتقيد حريته في أي مكان فلاقيمة له ولا بواكي له!!
وفي بلده تحول الشعب ما بين سجين معتز بكرامته وطليق ينافقه أو ساكت عنه على مضض!!
والجميع أسرى الفقر والجهل والإهمال!!
ألا سحقًا للقوم الظالمين!!".
وتقدم الديب عقب ذلك بمذكرة للمحكمة كشف فيها أن بيان التحركات يؤكد أن حسين سالم المتهم الثاني في القضية غادر البلاد قبل ثورة 25 يناير بأسبوع، مؤكدًا أنه لم يهرب من البلاد بعد الثورة كما يتردد.
من جانبه، بدأ حبيب العادلي - وزير الداخلية الأسبق المتهم في قضية قتل المتظاهرين - بتلاوة الآيات القرآنية أبرزها قوله سبحانه وتعالى: "يا أيها اللذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
وأكد العادلي أن تحقيقات النيابة تناولت بعض الحقائق، ولكنها أغفلت أشياء أخرى، واستشهد العادلي بقوله تعالى: "ويعلم ما تخفون"، وذكر أنه سيدلي بشهادته للتاريخ أمام الله في هذه القضية الكبرى، واستهل العادلي حديثه بذكر تاريخ توليه وزارة الداخلية والظروف التي تولى فيها، وهي مذبحة الأقصر التي راح ضحيتها الكثير من المصريين والأجانب، واستعرض الأوضاع قبل الثورة وتاريخ القوى السياسية والظروف التي أدت لقيام الثورة.

سيناريوهات الحكم على مبارك:
وبحسب التوقعات، يشار إلى أن الجلسة ستشهد أحد 3 سيناريوهات رئيسة؛ أولها تحديد جلسة للنطق بالحكم بعد فترة زمنية غالبًا لن تكون طويلة، وأيضًا لن تقل عن أسبوع، وهو الأكثر توقعًا.
والسيناريو الثاني: استكمال سماع تعقيب الدفاع عن المتهمين وموكليهم لجلسة الغد، وذلك إذا كانت التعقيبات طويلة، وإذا أراد المتهمون جميعهم التحدث، وكان الأمر يحتاج لأكثر من جلسة.
أما السيناريو الثالث والأخير: فهو النطق بالحكم في نفس الجلسة، وهو أمر مستبعد بسبب حاجة هيئة المحكمة إلى قراءة مذكرات النيابة والدفاع وتعقيباتهم بشكل نهائي، ومداولة الحكم بعد ذلك، بجانب طلب تعزيزات أمنية مشددة تتوافر إجراءات طويلة.
يشار إلى أن النيابة أخطرت هيئة المحكمة بموافقتها على نقل مبارك إلى مستشفى طرة، وذلك بعد تقرير لجنة الصحة بمجلس الشعب الذي أيَّد نقل مبارك لمستشفى السجن.









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق