هو من أعظم السلاطين العثمانيين، وأطولهم حكمًا، وأوسعهم ملكًا، وأقواهم بأسًا، هو السلطان سليمان خان بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول بن بايزيد الصاعقة بن أورخان بن عثمان الأول مؤسس الدولة.
ولد سليمان في مدينة «طرابزون» وكان والده سليم مازال واليًا على المدينة وذلك سنة 900هـ، تولى عرش الدولة سنة 926هـ، فأظهر كفاءة وقوة وعزمًا في الإدارة على الرغم من صغر سنه وتصدى بكل قوة للفتن الداخلية التي وقعت في أوائل حكمه، وافتتح عهده بفتح جزيرة رودوس وانتصر على ملك المجر الغادر «جاجليو» وحارب مملكة النمسا وأوشك على فتح فيينا.
من أبرز أعمال سليمان القانوني اهتمامه الكبير بالشمال الأفريقي حتى ضم ليبيا وتونس والجزائر ودخل المغرب فترة من الوقت، ومد يد المساعدة لمسلمي الأندلس الذين كانوا يعانون في هذه الفترة من المجازر المروعة في محاكم التفتيش، وتصديه بكل قوة للإمبراطور شارلكان أقوى ملوك أوروبا، واستغل الخلاف الحاد بين «شارلكان» وملك فرنسا «فرانسوا الأول» لشق الصف الأوروبي، حيث عقد حلفًا مع «فرانسوا» على شارلكان.
اتسعت الدولة العثمانية في عهد سليمان القانوني لأقصى مدى لها، وأصبحت ممتدة في ثلاث قارات «أوروبا ـ أفريقيا ـ آسيا» وضم شبه جزيرة القرم وأصبحت ولاية عثمانية وفتح بلجراد وبنى بها المساجد، وضم أذربيجان وانتصر على الصفويين عدة مرات.
أما سبب تلقيبه بالقانوني، فليس لأنه استخدم القوانين الوضعية بدلاً عن الشريعة الإسلامية كما يظن بعض الجهلاء، بل لأنه نظم إدارة الدولة وقسمها إلى ولايات وإدارات وفقًا لنظام خاص به، ضمن به عدم انفراد الولاة بالأقاليم البعيدة، وضمن إحكام قبضته على الدولة؛ لذلك لقبه المؤرخون الغربيون بالسامي أو الجليل The magnificent .
ولكن يؤخذ عليه وقوعه تحت تأثير زوجته اليهودية الأصل الروسية المولد «روكسلان» التي أقنعته بتوطين اليهود في الدولة العثمانية بعد أن طردهم الأسبان بعد سقوط الأندلس، وأيضًا عملت هذه الأفعى اليهودية على تأليب سليمان، على ولده وولي عهده «مصطفى» وقامت بعمل دسيسة راح مصطفى ضحيتها من أجل أن يتولى ابنها «سليم الثاني» الأمر بعد سليمان ولولا هذه الزلة لكانت صفحات سليمان القانوني ناصعة خالصة من شائبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق