توصّل باحثون في جامعة «تافنس» ببوسطن إلى اختبار موحّد لقياس قوة الأطعمة المختلفة من حيث مقاومتها للأكسدة، ومن خلاله إلى حوالي ألفي صبغة مختلفة من العناصر الغذائية داخل الأطعمة النباتية، غالبيتها تعدّ من مضادات الأكسدة المعروفة بقدرتها على مقاومة الأمراض والوقاية من السرطان وإنقاص الوزن، والتي أطلق عليها مؤخراً أطعمة قوس قزح لما تحتويه من ألوان صحية كألوان الطيف الطبيعية.
ثبت أن النباتات زاهية الألوان تحتوي على صبغات نباتية غنية بمجموعة من العناصر الغذائية الهامّة، التي تعمل بدورها على مقاومة الأمراض، إضافة إلى أنها تعدّ المصدر الرئيسي لمعظم مضادات الأكسدة المفيدة في القضاء على الشوارد الكيميائية التي قد تنتج من إصابة الجسم بأنواع الإلتهابات المختلفة، خصوصاً المرتبطة بتقدّم العمر. وتعتبر من أهم الوسائل الدفاعية التي قد تعمل على تقليل نسبة السموم الضارّة في الدم، وتساعد الجسم على التخلّص من الدهون والشحوم المتراكمة فيه. لذا، ينصح خبراء التغذية بتناول أكبر قدر من الفاكهة والخضر بألوانها الزاهية كطعام أساسي يومياً، إضافة إلى المكسّرات بأنواعها والبذور والحبوب الكاملة وأصناف البقوليات المختلفة.
وثمة ألفا عنصر غذائي نباتي مختلف حتى الآن، مصنّفة إلى خمس مجموعات غذائية رئيسية، أبرزها:
«الكاروتينويدات»: تعتبر مادة «الكاروتينويد» المسؤولة عن إكساب الجزر الأصفر لونه المميّز من الصبغات التي تلوّن الفاكهة والخضر، وتمنحها ألوانها الزاهية الحيّة ذات الدرجات التي تبدأ من الأصفر مروراً بالبرتقالي وانتهاء بالأحمر، كالجزر والكوسى الشتوية والقرع العسلي والبنجر. كما تحتوي بعض الخضر الخضراء على هذه المادة كالبروكولي والسبانخ والملفوف، لكن لا يظهر لونها بسبب قوة لون مادة «الكلوروفيل» الخضراء الأكثر هيمنة على ما عداها من الصبغات. وتتمتّع «الكاروتينويد» بعدد من الفوائد الصحية ذات الوظائف الحيوية المتنوّعة، أهمّها:
- الصبغة البرتقالية (البيتا – كاروتين)، وهي مضادة للأكسدة وغنية بعدد من الفيتامينات الضرورية للجسم، كما أنه يسهل على الجسم تحويل البيتا إلى فيتامين (أ) المفيد في إعادة بناء الأنسجة وتكوين الهرمونات. تتوافر بكثرة في ثمار المشمش والفلفل الرومي والطماطم والبقدونس والخس الإفرنجي.
الغنية بمضادات الأكسدة التي تساعد على خفض نسبة السموم والتخلّص من الخلايا الدهنية الضارّة بالجسم، الأمر الذي يعمل على تحرير الطاقة وتقليل نسبة الدهون والشحوم المتراكمة بالجسم، وبالتالي إنقاص الوزن.
«الفلافونويدات»: إن مصطلح «فلافونويد» بصورة عامة يشمل جميع مضادات الأكسدة، لذا تعدّ الأطعمة الغنية بهذه المادة من أفضل الأطعمة الصحية، والتي توجد في التفاح وحبوب اللقاح (غذاء ملكات النحل) والشبت والكمثرى والليمون والبصل والنعناع والكرّات، كما تحتوي على العديد من الخصائص ذات الفوائد الغذائية الضرورية، أبرزها:
- مقاومة البكتيريا والفيروسات الضارّة من خلال مكافحة الشوارد الحرّة المسبّبة لحالات الإلتهاب والوقاية من الإصابة بالسرطان.
- مثبّط قوي لأنزيم cox-2 الإلتهابي، وذلك من خلال تناول الزنجبيل والكركم والحنطة السوداء وأعشاب الشمر.
أطعمة قوس قزح الخارقة
- ثمار الرمان ذات اللون الأحمر الزاهي الغني بمادة «الفلافون ـ3ـ أولز». ينصح بتناولها على شكل ثمار كاملة بدلاً من احتسائها في صورة عصائر، حتى لا تفقد الثمرة جزءاً كبيراً من أليافها وخصائصها كأطعمة مضادة للأكسدة.
- نبات البروكولي ذو اللون الأخضر النقي والغني بمادة «الجلوكورافانين» التي تعمل على تقوية النظم الدفاعية المضادة للأكسدة بالجسم، فقد أثبتت دراسة نشرت بمعرفة الأكاديمية القومية للعلوم ببوسطن، أن الغذاء الذي يحتوي على نبتة البروكولي ينتج دفاعات أقوى في مقاومة الأكسدة، وقدراً أقل من نسبة «الكوليسترول» الضار بالجسم، كما أنها تساعد على تحسين ضغط الدم وصحة القلب والجهاز الدوري في مدّة لا تزيد على أربعة عشر أسبوعاً.
- التوت الأزرق: أطلق عليها اختصاصيو التغذية أخيراً إسم «غذاء المخ»، وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من الكيميائيات النباتية المركّزة في خلاصة ثمرتها، التي ثبت أنها تعمل على الإسراع من عملية التوصيل العصبي والإشارات للمخ، كما تمنع موت الخلايا وتقلّل من فقدان عوامل نمو الأعصاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق