08 ديسمبر 2011

أحمد بدر نصار يكتب: تخاريف أفغانستان جديدة فى مصر


صورة ارشيفية



ما هذا العبث و"التهريج "الإعلامى؟ ليس لدى تفسير منطقى أو علمى سوى أن عددًا كبيرًا من وسائل إعلامنا المختلفة الآن تعيش حالة من الغيبوبة والتوهان اللامنطقى فى رسائلها الموجهة للشعب المصرى، فعندما يأتى بعض الإعلاميين بمرشحين إسلاميين فى برامجهم ويجعلوا منهم مادة إعلامية خصبة لكل من هب ودب وعرضة للسخرية من خلال توجيهه أسئلة لهم حول موقفهم من الخمرة والعرى والبكينى والحجاب وإقامة الحدود حتى أفزعوا المسلمين أنفسهم والأخطر أن 10 آلاف قبطى يريدون الرحيل بلا عودة من مصر خشية من وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم قبل أن تتحول مصر إلى أفغانستان جديدة، ما هذه السخافات الإعلامية التى تروج لصورة مفزعة عن الإسلاميين فى مصر، وفى حال وصولهم للحكم ستتحول مصر إلى دولة ليس لها هدف سوى تطبيق حدود الشريعة الإسلامية، لا أدرى لماذا كل هذا الخوف؟ ولمصلحة من؟ تروج هذه الصورة؟ ..مصر لن تكون مثل أفغانستان.. لأن تطبيق الحدود فى الشريعة لم يطبق إلا إذا طبقت العدالة الاجتماعية على أرض الواقع .. ولماذا خذلنا هذا الدين العميق والعريق والراقى فى إقامة الحدود.. أليس تبسمك فى وجه أخيك ومساعدة جيرانك ومساعدة العجائز وخدمة الناس من تطبيق الشريعة ارحموا الإسلام يرحمكم الله.

كما أن سيدنا عمر ابن الخطاب الذى قال عنه الرسول لو كان نبى بعدى لكان عمر، عطل حد السرقة فى عام الرمادة بسبب المجاعة فتطبيق العدالة الاجتماعية شرط أساسى لتطبيق الحدود، أنا لست ضد تطبيق الحدود ولكن ضد من يروج لتطبيق الحدود بشكل مخيف ومرعب أرجوكم فالإسلام لم يكن تطبيق حدود فقط وإنما منهج عظيم فلا تخافوا من دين بعث رسوله رحمة للعالمين وقال عن نفسه الطاهرة إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق خاصة أنه حاصل على شهادة معتمدة من العناية الإلهية "وإنك لعلى خلق عظيم".

أؤكد لكم أن الإعلام الذى ظل 30 عاما يشوه صورة الإسلام والإسلاميين ترك صورة ذهنية سلبية عن الإسلاميين وأنهم أصحاب يد ملطخة بالدماء وهذه الصورة لا علاقة لها بالواقع وإن كان هناك بعض المهاترات من قبل التيارات الإسلامية حدثت عبر العقود الماضية، فأنا أتحدث عن الإسلام ذلك الدين العظيم الذى جاء به أعظم من مشت قدمه على الأرض الرسول الإنسان الرحيم الذى أمر الصحابة أثناء فتح مكة أن غيروا طريقهم لأن هناك "كلبة تلد" هذا الرسول الإنسان الذى منع سرقة ظل الحيوان يعنى إلا تطرد الحيوان من أسفل مظلته من أجل أن توقف أو تجلس أنت فيها أرأيتم إنسانية ورقى ورحمة بالحيوان وليس الإنسان كما فعل رسولنا سيدنا محمد صل الله عليه وسلم.

وأعجبنى جدا تعليق كتبته على صفحتى على الفيس بوك الإعلامية جيهان مصطفى "الحقيقة أن ما يصدر إلينا يوميا هو ما يترك هذا الانطباع لدى المواطن.. وكأننا تحولنا جميعا إلى لصوص نخاف من تطبيق حد قطع اليد.. أو فاسقين نخاف من تطبيق الحدود علينا أو شاربى خمر ولاعبى قمار ومرتدى البيكينى .. ما هذا العته الإعلامى .. لماذا كل هذا التركيز على التفاهات من أمور المنحرفين.. وتناسى حقوق المواطن العادى فى التعليم والعلاج والعمل والعدالة... وللأسف ينساق قيادى الإسلام السياسى وراء الاجابة عن تلك الأمور.. فتزداد الفجوة.. ويعلو الصراع.. بينما لا خلاف أساسا.. ولكنه مجرد فراغ محتوى إعلامى" انتهى.

وأختم كلامى برسالة إلى إخواننا المسيحيين "أرجوكم لا ترحلوا عن مصر فهى بلدكم كما هى بلدنا لا تخافوا الإسلام، فليس الإسلام كما يصوره البعض لا ترحلوا فأنتم أكثر مودة إلينا لا ترحلوا فنبيا محمد صل الله عليه وسلم أوصانا بكم خيرا ورسولنا الكريم الرحيم لم يرسل إلينا فقط وإنما كما قال الله له "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".. أرجوكم لا ترحلوا فأنتم إخواننا، فإذ لم يجمعنا دين واحد فيجمعنا وطن وتاريخ ونضال وهدف واحد، وإن كل ما يردد فى الإعلام تخاريف بعض الإعلاميين الذين دخلوا ميدان الإعلام فى غفلة منا وعليهم أن يخرجوا منه قبل أن يحرقوا مصرنا الحبيبة.. حفظها الله من كل سوء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق