09 مايو 2012

حادثة اقتحام المسجد الأقصى




من ضمن الثوابت التي بنى عليها اليهود دولتهم، اعتبار مدينة القدس عاصمتهم الأبدية، وإعادة بناء هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى كما يخططون، لذلك فمنذ استيلاء اليهود على القدس في حرب الأيام الست ومحاولاتهم المتكررة لا تنقطع في الاعتداء على المسجد الأقصى، وكانت هذه المحاولات تتراوح بين التدنيس والانتهاك وإقامة بعض الطقوس اليهودية إلى الاقتحام وإطلاق النار على البوابات أو المصلين أو التخطيط لنسف المسجد بالكلية.
ولقد شهد أبريل سنة 1982م العدد الأكبر من محاولات الاقتحام للأقصى وصلت خمس مرات في شهر واحد، وكانت أخطر محاولة في 17 جمادى الآخرة 1402هـ ـ 11 أبريل 1982م، عندما قام الجندي الإسرائيلي «آلان جودمان» باقتحام المسجد الأقصى عبر بوابة الغوانمة وأطلق النار على الحراس، ثم هرع إلى مسجد الصخرة وأطلق النار عشوائيًا وبغزارة فأصاب وقتل من المصلين والحراس، وشارك بعض الجنود الإسرائيليين المتمركزين على أسطح المنازل المجاورة في إطلاق النار على المسجد، فأخذ المؤذنون في طلب العون من الأهالي عبر مكبرات الصوت، فتدافع المسلمون بالآلاف لنجدة المسجد، إلا أن الجنود الصهاينة أطلقوا عليهم النار بقوة فأصابوا مائة شخص وأغلق الجنود الصهاينة أبواب البلدة القديمة لمنع الأهالي من التدفق تجاه المسجد وفرقوا الأهالي بالرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، وبعد القبض على «جودمان» ادعت السلطات الإسرائيلية أنه مختل عقليًا.
وكان «جودمان» أحد أتباع حركة «كاخ» واسمها مشتق من صوت إطلاق البندقية، ومؤسس الحركة الهالك «مائيركاهانا» الذي تكفل بمصاريف المحاماة لجودمان، والجدير بالذكر أن هذا الحادث لما عرض على مجلس الأمن الدولي في 20 أبريل 1982م، استخدمت أمريكا حق الفيتو ضد مشروع قرار يندد بإسرائيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق