11 مايو 2012

سقوط الدولة العامرية


لقد مرت دولة الإسلام في الأندلس بعدة مراحل مختلفة تراوحت بين الضعف والقوة والوحدة والفرقة وصل عددها إلى عشرة مراحل، ويعتبر عصر الدولة العامرية أو ما يعرف بعصر الحاجب المنصور وأولاده من أزهى عصور الأندلس، بل هو العصر الذهبي للأندلس.
امتد عصر الدولة العامرية من سنة 366هـ حتى سنة 399هـ، وتعاقب عليه ثلاثة رجال هم:
1ـ المنصور بن أبي عامر        366هـ ـ 392هـ.
2ـ المظفر بن المنصور           392هـ ـ 399هـ.
3ـ عبد الرحمن بن المنصور      399هـ ـ 399هـ.  شهران فقط.
يعتبر المنصور بن أبي عامر مؤسس هذه الدولة وأقوى رجالها، بل هو من أقوى رجال الأندلس وأفضلهم، بل فاق عبد الرحمن الداخل نفسه في العمل الجاد الدؤوب ليل نهار، واستطاع المنصور أن يقوم بأعمال عظيمة النفع خطيرة الأثر في الأندلس منها:
1ـ القضاء على الفتن الداخلية التي أعقبت تولي «هشام المؤيد» الخلافة بسبب صغر سنه.
2ـ القضاء على العصبية القبلية التي عصفت بالأندلس فترة طويلة.
3ـ تنظيم الجيش وتقويته وتحديثه.
4ـ شن سلسلة من الحملات الجهادية على شمال الأندلس، حيث نصارى إسبانيا، حتى إنه قد غزاهم خمسين غزوة لم ينهزم في واحدة منها، ووصلت جيوشه إلى أقصى نقطة في الشمال عند مدينة سانت ياقب «سانتيجو الآن»، وكان يجمع الغبار المتراكم على ملابسه أثناء القتال وأمر أن يصنع منه لبنة توضع تحت رأسه في قبره، واتسعت رقعة دولة الإسلام في الأندلس لأقصى مدى لها، حتى إنه مات وهو في طريقه إلى الغزو سنة 392هـ.
تولى بعد المنصور ولده المظفر، وكان مثل أبيه وعلى نفس خصاله، فلقد تربى على عين أبيه وصحبه في كل مواقفه واستفاد من هذه الصحبة، فسار في الحكم كسيرة أبيه، ولكنه كان يميل للسلام وتهدئة الأمور، ولكنه ما لبث أن مات بسرعة سنة 399هـ.
تولى بعد المظفر أخوه عبد الرحمن، وكان عابثًا لاهيًا مغايرًا بالكلية لأبيه وأخيه، طمع فيما لم يطمع فيه أبوه وأخوه رغم قوتهما ومقدرتهما على ذلك، فقد طمع في الخلافة، وخلع هشام المؤيد وأشاع بين الناس خبر وفاته وتولى الأمر مكانه وتلقب بالناصر، فثار الناس عليه، واندلعت العصبية القبلية من جديد بين مضر «عشيرة الأمويين» وقحطان «عشيرة العامريين»، واقتتل الناس فيما بينهم، وقتل عبد الرحمن في النهاية في 18 جمادى الآخرة سنة 399هـ وأعلن سقوط الدولة العامرية القوية على يد طائش متهور أضاع كل إنجازات هذه الأسرة العريقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق