قالت صحيفة تييرا الإسبانية، إن إدارة العلاقات مع الرئيس محمد مرسى يوضح مدى جدية الدول الغربية الأوروبية فى دعم الحركات الديمقراطية فى العالم العربى، فإنها تبيع أسلحة للمملكة العربية السعودية ولكنها تنأى بنفسها عن إيران والجماعات المسلحة مثل حماس أو حزب الله.
وأوضحت الصحيفة أن السياسة الغربية تجاه الشرق الأوسط تظهر الفرق بين الإسلاميين "المعتدلين" والمتشددين"، وبين الإسلاميين الجيدين والسيئين" وهذا الانطباع هو الصحيح، حيث إن فى هذا الانقسام لا يتم الأخذ بعين الاعتبار احترام المعايير الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن من ناحية أخرى فإن تعامل الغرب مع الدول العربية هو تعامل الكيل بمكيالين حيث أن الغرب يشجع القيم الديمقراطية من ناحية ومن ناحية أخرى الدفاع عن المصالح الجيوستراتيجية على سبيل المثال دفاعها عن المبادئ التى تتبعها المملكة العربية السعودية على الرغم من أنها تنفذ بشكل صارم الشريعة والانتهاكات المستمرة فى حقوق الإنسان.
وقالت الصحيفة تعليقا على احتجاجات 30 يونيه، إن فى حال الرئيس المصرى محمد مرسى المنتخب ديمقراطيا فإنه أيضا يعرف جيدا المعايير الغربية ويأخذها بعين الاعتبار فى الوقت الذى كان فيه عضو بجماعة الإخوان المسلمين حينما كان يصف اليهود بمصاصى الدماء أما الآن بعد أن أصبح رئيسا لدولة مثل مصر وبعد مرور عام على توليه هذا المنصب فأصبح يحترم معاهدة السلام مع إسرائيل، واكتشف أنه أقل بكثير من أن يجرؤ على وقف التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لأنه على علم أن مصر بحاجة كبيرة للمساعدة المالية كما أنه مدرك تماما أنه منذ سقوط نظام مبارك ومصر تعيش فى فترة مضطربة من محاولة للانتقال للديمقراطية.
وأكدت الصحيفة أن مرسى وضع الأوراق على الطاولة وفى خطابه الأخير قام بصب الزيت على النار عندما وصف معارضيه بأعداء الثورة وأعداء مصر ومن الواضح أن الغرب ستتخلى عنه كما فعلت مع مبارك.
وأوضحت أن الأزمة الحالية التى تعانى منها مصر تعتبر فى غاية الخطورة من الثورات العربية وتعيش فى دوامة الهبوط الاقتصادى الخطير، كما أنها ليست لديها صفات أو حلول سحرية ولا عند صفوف المعارضة، كما أن مرسى فشل فى الحفاظ على صفوفه وقد أدى أسلوبه الاستبدادى إلى استقطاب خطير وتقسيم المجتمع المصرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق