في خطوة مفاجئة وعلى عكس ما كان متوقعاً بأن ينهي الانقسام بين متظاهري ميدان التحرير في القاهرة اعتصامهم، تدخلت أجهزة الشرطة المختلفة، أمس، مدعومة بقوات كبيرة من الجيش بإنهاء اعتصام الميدان قبل ثلاث ساعات تقريباً من إفطار أول أيام شهر رمضان المبارك .
وفيما انتشرت المدرعات العسكرية في أنحاء الميدان المختلفة، سيطرت عناصر الشرطة السرية بزيها المدني وقوات الأمن المركزي على محيط الميدان وشوارعه الجانبية، وقامت بإزالة جميع الخيام التي كان قد نصبها بقايا المعتصمين، عقب انقسامهم أول أمس، وإعلان قرابة 26 قوى وحركة سياسية إنهاء الاعتصام .
وتسببت هذه الخطوة المباغتة للمعتصمين في قيامهم برشق قوات الشرطة العسكرية والمدنية بالحجارة، ما دفع العناصر الأمنية إلى التعامل معهم وتوقيف نحو 48 منهم، فيما أصيب العشرات، حيث هرعت سيارات الإسعاف إلى الميدان لنقل المصابين .
وتسببت السيطرة الأمنية بالكامل على الميدان في إعادة حركة السير إلى ميدان التحرير بالكامل، فيما أطلق أصحاب المحال بالميدان الأغاني الوطنية والأهازيج ابتهاجاً بإخلاء الميدان، بعدما رأوا في الاعتصام تعطيلاً لمصالحهم طوال الأسابيع الماضية .
من جانبه، قال مصدر عسكري إن القوات المسلحة قررت فض الاعتصام الموجود في الميدان بالقوة بعد التنسيق مع عدد من القوى السياسية، وأن عناصر من الشرطة العسكرية نزلت إلى الميدان مصحوبة بقوات من الأمن المركزي لإزالة الخيام الموجودة بالميدان .
وأوضح المصدر أن القرار يأتي على خلفية تزايد أعمال الشغب في التحرير والبلطجة، وأنه تم إلقاء القبض على كل من حاول مقاومة فض الاعتصام، لافتاً إلى أن الرصاص الذي أطلق في ميدان التحرير أثناء فض الاعتصام كان “رصاص فشنك” وليس حياً أو مطاطياً كما ردد البعض، مؤكداً أن القوات المسلحة لن تسمح باستغلال “ميدان الثورة”، في أعمال بلطجة وخروج على القانون بدعوى الاعتصام .
وكان الميدان شهد انقساماً بين منظميه، فبعدما أعلنوا فضه مساء أول أمس، انقسم آخرون، وأعلنوا استمرارهم في الاعتصام، وحرصوا على الإبقاء على خيامهم في ساحات الميدان .
وتخلت لجان شعبية عن تأمينها لتخوم الميدان، ورفعت بعض الحواجز الحديدية منها، وسط إبقاء أخرى، ولكن من دون لجان شعبية، فيما حرص الفريق الذي أعلن فض الاعتصام مساء الأحد على إنهائه بأغانٍ وطنية وأناشيد دينية، وأجواء من البهجة بقدوم شهر رمضان المبارك .
وحدد من أبقى على خيامه في ساحة الاعتصام أربعة مطالب مؤجلة ينتظرون الإعلان عن جدول زمني لتنفيذها وهي، إلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين وإعادة محاكمة من صدرت في حقهم أحكام عسكرية أمام قاضيهم الطبيعي، ورفع الحد الأدنى للأجور وتحديد حد أقصى يتناسب مع روح العدالة الاجتماعية، واستقلال القضاء وتطهيره، وإقالة أو استقالة النائب العام .
ودعت حركات وقوى احتجاجية المتظاهرين الذين شاركوا في مليونية يوم الجمعة الماضي إلى التضامن معهم في هذه المطالب، حيث أكدت هذه الحركات أن “على الرغم من أن إخواننا الذين تظاهروا يوم الجمعة الماضي كان شعارهم الرئيس إسلامية، إلا أن كل الأهداف السابقة لم يختلفوا معنا عليها ونطالبهم جميعاً بالضغط لتنفيذها معاً إذا كانوا حقيقة مع مبادئ الثورة التي جلبت لنا ولهم الحرية” .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق