أكدت تقارير رسمية مصرية وصول أكثر من 550 يهودياً - يأتي معظمهم عادة من إسرائيل - إلى مطار القاهرة لإحياء مراسم تقليدية عند ضريح حاخام معروف باسم "أبوحصيرة" في منطقة البحيرة، تقام مع نهاية كل عام، وذلك وسط احتجاجات المعارضة المصرية التي كانت قد فازت بحكم قضائي قبل سنوات لإلغاء هذه الطقوس.
وقال تقرير نقله موقع الإذاعة والتلفزيون المصري أن الركاب اليهود وصلوا مطار القاهرة، الذي نفى مصدر أمني فيه اتخاذ أي إجراءات أو استعدادات خاصة لاستقبال رحلات شركتي "العال" و"اير سينا" القادمة من تل أبيب، وأكد أنه "لا صحة لما أشيع عن إعلان حالة الطوارئ بالمطار استعدادا لوصول تلك الرحلات."وأضاف المصدر، أنه قد وصلت إلى مطار القاهرة رحلتا "العال" و"اير سينا" تحملان عددا كبيرا من الركاب، و"تم ذلك وسط إجراءات أمن طبيعية وخرج الركاب في قافلة أتوبيسات سياحية متوجهين إلى محافظة البحيرة لحضور الاحتفال بمولد أبو حصيرة،" الذي يقام بإحدى قرى المحافظة في الأيام الأخيرة من السنة الميلادية من كل عام.
ويعتقد اليهود الزائرون للمولد، أن "أبو حصيرة" يحقق أمنياتهم فيكتبونها على قصاصات من الورق ويتركونها فوق قبره ثم يذبحون الذبائح ابتهاجا بعيد ميلاده.
بالمقابل قال تنظيم "الإخوان المسلمين" إن وفداً يهودياً مكوناً من 400 شخص "زار لليوم الثاني على التوالي ووسط استنفار أمني مكثَّف قبر أبو حصيرة، بقرية دمتيوه في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة."
وقال الموقع الرسمي للتنظيم أنه من المقرر أن يزور الضريح أكثر من ألف يهودي دفعة واحدة، بينهم أكثر من 14 حاخاما، مضيفاً أن "حالة من الذعر أصابت أهالي قرية دمتيوه وعزبتي سعد وأبو الريش" من جراء الوجود الأمني المكثَّف، كما زعم أن قيادات الأمن "أبلغت أهالي القرية بعدم الخروج من المنازل نهائيًّا، وعدم فتح النوافذ، مؤكدين لهم أن مَن يخالف هذه التعليمات يعرِّض نفسه للخطر الشديد."
وبحسب التنظيم الذي يعتبر أكبر أحزاب المعارضة المصرية، فقد انتشر القناصة بشكل لافت على أسطح البنايات القريبة من الضريح، كما انتشر في ترعة المحمودية العديد من الزوارق التي تمشط الترعة بطول طريق مرور الزوار اليهود، وقد "تجاوز أعداد الجنود المشاركين في الحصار 3 آلاف جندي،" على حد تعبيره.
وأعلن تنظيم الإخوان وائتلاف "مدونون ضد أبو حصيرة"، وحملة "لن تمروا فوق أرضي"، وحزبا الغد والكرامة وحركة حشد؛ تنظيم وقفة احتجاجية ظهر الخميس المقبل، أمام مجمع المحاكم بدمنهور؛ تنديدًا بالزيارة وبـ"استمرار حكومة الحزب الوطني في التطبيع مع الصهاينة والإهدار المتعمَّد لأحكام القضاء النهائية." وفقاً للبيان.
وكان أهالي البحيرة قد أقاموا دعاوى قضائية لإلغاء هذا المولد والاحتفالات التي ترافقه، وصدر حكم قضائي في يناير/كانون الثاني 2004 من المحكمة الإدارية العليا يقضي بإلغاء قرار وزير الثقافة فاروق حسني باعتبار ضريح "أبوحصيرة" من المناطق الأثرية، وبالتالي إلغاء جميع مظاهر الاحتفال في هذه القرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق