طرحت صحيفة "الجارديان" البريطانية تساؤلاً حول من سيشكل وجه العالم العربي بعد انتهاء ربيع الثورات، هل هم الشعوب أم الولايات المتحدة، خاصة أن الشعوب لا تملك الأدوات السياسية التي تعكس إرادتها، فيما يسعى الغرب وأمريكا إلى خدمة مصالحهم بشتى الطرق، ضاربة مثال بمصر التي لم يتغير فيها شيء جوهري رغم مرور أشهر على ثورة 25 يناير.
وقالت صحيفة اليوم السبت إن:" الانتفاضات العربية دخلت حاليا مرحلتها الثانية وهي مرحلة الاحتواء وبالتالي تشكيل البلاد من جديد، وهذا الأمر يطرح بالتالي تساؤلا هاما من سيشكل توجهات البلاد التي خلعت أنظمتها؟ هل هي الشعوب أم الولايات المتحدة والغرب الذي لا يسعى إلا لتثبيت مصالحه بغض النظر عن أي مصلحة لأحد".
ولجأت الصحيفة للتاريخ للتذكير بما فعلته أمريكا بعد انتهاء الحرب الباردة بينها وبين والاتحاد السوفيتي آنذاك، للتحكم بالمنطقة، حيث أصبحت واشنطن هي المسئول عن المنطقة، فقامت في البداية بحكمها من خلال حكام مستبدين تابعين لها، ثم من خلال القواعد العسكرية والاحتلال المباشر، وأخيرا عن طريق الديمقراطية، حيث جعلت إسرائيل تتباهى بأنها وحدها واحة الديمقراطية في قلب الظلام العربي، وهو ما أثر في الانتفاضة العربية التي بدأت قبل أربعة أشهر .
وتضيف الصحيفة:" في يناير الماضي عندما دوت في الشارع العربي الشعارات التي تنادي بالوحدة وردد الجميع "الشعب يريد إسقاط النظام"! وبدأت الصور تنتقل من تونس إلى القاهرة إلى صنعاء والبحرين، وفي 14 يناير فر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وأسرته ، ثم في 11 فبراير أطاحت انتفاضة وطنية بمصر بديكتاتورية حسني مبارك كما اندلعت ثورة في ليبيا واليمن، وجدت الولايات المتحدة نفسها مضطرة إلى ترديد نغمة الديمقراطية ودعم بعض هذه الثورات حتى لا تضيع مصالحها في المنطقة إلا أنها تسعى حاليا لتوجيه هذه الثورات بما يخدم مصالحها .
وترجع الصحيفة لما حدث في مصر وتقول:"لم يحدث تغيير جوهري يذكر في مصر حيث لا تزال الوجوه البارزة في النظام السابق في مواقعها، كما لا يزال الدستور السابق ساري المفعول بعد تعديلات سطحية، ولا يبدو أن النموذج الأمريكي الجنوبي - حيث تمخض الحراك الاجتماعي عن منظمات سياسية جديدة ترجمت المطالب إلى إصلاحات ملموسة- سيتكرر في العالم العربي.
ونعلم أيضا أن ما يحدث الآن فى الدول العربية هو مخطط قديم أعلنت عنه منذ سنوات كونداليزا رايس بل ذكرت بالتفصيل ما يحدث الآن وكان من المفترض بهذه الثورة أن تشعل الحروب الأهلية داخل البلدان العربية بعد نشر الفتن بين أبنائها ولكن دائما تخلف مصر توقعاتهم
ففى الوقت الذى كان المنتظر فيه سفك دماء المصريين بأيدى المصريين كان المصريون يتحركون بقلب وعقل رجل واحد وهذا ما قيل عن الثورة المصرية ( أن الثورة المصرية ليس لها قائد ولكن المصريين يتحركون بقلب وعقل رجل واحد)
وهذا ما سوف يحدث دائما حيث ان أمريكا بكل ما تملكه لم ولن تستطيع فهم طبيعة الشعب المصرى
وبالتالى لم تستوعب ما حدث وأن المصريين لن يسمحوا لأحد بالعبث بمقدراتهم خاصا أمريكا مهما حاولت تلك الشمطاء من تجميل وجهها القذر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق