آخر الأخبار

التواصل

دنيا البنات

06 أغسطس 2011

تحت زعم انها من الإسلام ..زوجات يبحثن عن ضرة لهم

بعد ان انتهت من الصلاة بالمسجد جائتها احدى الاخوات المنتقبات وطلبت منها الحديث معها بشكل منفرد فسمحت لها ، فاذا بها تفاتحها في انها اتت لها بعريس ذا خلق ودين وبسؤالها عنه قالت لها انه زوجها مما اثار دهشتها فاخبرتها بأن هذه من الامور الواجبة على كل مسلمة حسبما قال لها زوجها ومن لم تفعل ذلك  تآثم لأنها من السنن المؤكدة، فنظرت لها واستأذنتها مستغربة هذا الموقف.
ظاهرة جديدة بدأت في الانتشار داخل المجتمع وسط جماعة من الجماعات الاسلامية المنتشرة هذه الايام تتمثل هذه الظاهرة في ان تقوم احدى الزوجات المنتقبات بالخطبة لزوجها بعد ان اقنعها بان هذا الأمر فرض عليها وإذا لم تفعله تاثم .
حول هذا الامر قمنا باستطلاع راي بعض الاخوات حول موقفهم من هذه الظاهرة فتقول ليلي محمود أنها لا ترضى أبدا أن يتزوج زوجها عليها وأنها تفضل أن تكون مطلقة على أن يتزوج زوجها بامرأة ثانية، وأضافت أنها طالما تقوم بواجباتها لا يحق لزوجها أن يقرر الزواج..
أما نرمين ابراهيم فتقول :" مثلما أرفض أن يتزوج زوجي علي لا يمكن أن أخرب أي بيت وأكون زوجة ثانية لأني لا أبني سعادتي على حساب الغير".وفي هذا الإطار رفضت فكرة أن يتزوج الرجل امرأتين ولاسيما إذا كانت زوجته تقوم بجميع واجباتها.
وتقول مدام امل ابراهيم انها ليس لديها مانع ان تسعى لخطبة زوجها بنفسها مدام يفكر في الامر فالافضل ان تبحث له بنفسها بدلا من ان يختار من لاترضى عنها .
وعن رؤية علماء الدين لهذه الظاهرة قامت الوفد باستطلاع ارائهم لمعرفة الرؤية الشرعية لمثل هذا الفكر المنتشر بين الافراد ، فيقول الدكتور مبروك عطية أستاذ ورئيس قسم الدراسات الاسلامية بجامعة الازهر من مآسي زمننا اننا ولينا شطرنا نحو خطاب ديني لاتقوم عليه فضيلة ولاتبني عليه امه ، فمن الأولى للسيدة التي تسعي لتزويج زوجها ان تسعي لخدمته وحسن عشرته.
والتعدد هو امر من قبيل المباح وليس الحق ولو على سبيل الحق لاثم كل من تزوج من واحدة ، فمن تسعي لزواج زوجها فهي تضيف بذلك عليه فوق اعبائه ومسئولية فوق مسئولياته تآثم لفعلها اذا لم يكن قادر على تحمل هذه المسئولية.
ومن يحث زوجته على هذا الفعل فهو ليس بعلم بدينه، ولو كان على علم بدينه لعلم انه لاشأن لزوجته بزواجه بالاخريات واذا شاء ان يعدد فليبحث هو بنفسه وان يسعى على العدل بينهم لقوله سبحانه وتعالى " فان خفتم الاتعدلوا" ونسب الي ابي حنيفة الي انه من لم يعدل مع الزوجة الواحدة ويعطيها حقوقها فلا يتزوج من الاصل ، فمن لم يعدل مع زوجة واحدة فكيف ان يقدم على الزواج باخريات.
ويوضح الدكتور مبروك ان الفقهاء اجمعوا على انه لو تضررت الزوجة في حالة الزواج من اخرى فان على الزوج ان يخيرها بين الاقامة معه او ان يسرحها ، مضيفا ان الاسلام لم يقل ابدا ان تسعى الزوجة لتزويج زوجها فالاسلام جاء ليمهد الحياة وينشر المودة والرحمة بين افراد المجتمع .
ويؤكد انه التعدد جاء لظروف معينة وليس بالفريضة بل هو شرع لاسباب معينة لهذه الاسباب يكون التعدد حلال ويكون حرام في حالات تتمثل في حالة عجز الزوج ماديا ومعنويا ويصر على التعدد فانه في هذه الحالة يظلم زوجة لعدم رعايته لها ماديا والاهتمام بها نفسيا.
ويقول مبروك في نهاية حديثه انه من اراد ان يفهم هذا الدين عليه ان يفقه غايته وهي تعمير الارض بالعمل الجاد وبناء مجتمع قويا ، فهناك عشرات الموضوعات التي يقوم عليها الدين غير التعدد مثل اصلاح ذات البين وبر الوالدين والصبر عند النواب .
وتتفق معه في الراي الدكتور أ.د. ماجدة محمود هزاع أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية بالقاهرة بقولها ان التعدد ليس بفرض كما يزعم البعض فعندما اباح الله التعدد كان لحالات معينة وليس بصفة عامة كأن تكون الزوجة مريضة مثلا مرض لايجعلها قادرة على اداء حقوقها الزوجية او لديها مرض معين او هناك ما يهدد استمرار الحياة الزوجية او ان يكون الرجل من القوة التي لاتكفيه زوجه واحدة ، ولم يترك المشرع الامر هكذا بدون شروط .
وتضيف استاذ الفقه المقارن ان الكثير من الزوجات تكفيه زوجة واحدة ولم يكن التعدد هو الاصل اطلاقا ، واذا اراد الزوج ان يعدد فلماذا تقوم زوجته بهذا الفعل الذي يأذيها ويعبر عن القسوة الشديدة للزوج حيالها فالإسلام امر الزوج ان يعاشر زوجته بالمعروف وان يكون بينه وبين زوجته مودة ورحمة فهل قيامها بالبحث له عن عروسة يندرج تحت المعاشرة بالمعروف والمودة والرحمة التي دعى اليها الاسلام.
وتوضح هزاع ان انتشار هذا الفعل بين الناس بان يجعل التعدد دون شروط وتقييد هو امر يجعل الاخرين ينظرون اليه كما لو كان دين شهوات ونزوات .
وتختتم هزاع حديثها بقولها انه من باب اولى للذين يبحثون عن تعدد الزوجات ان يساعدوا غيرهم من الشباب الغير متزوج على الزواج ويساعدونهم على الزواج بدلا من ان يكون فكرهم محدود في هذه الدائرة .
وتقول د. عزة كريم ،أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية، أن مشكلة التعدد يصاحبها مشاكل أخرى مثل انتشار الطلاق بسبب رفض العديد من الزوجات فكرة الزوجة الثانية .
وأضافت أن الرجل بطبيعته غير المرأة، فهو لديه الاستعداد لأن يعيش مع أكثر من امرأة فضلا عن أن الغريزة الجسدية عنده أقوى من المرأة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق