نعيش في عالم أجمل وأغرب بكثير مما نتخيل..
كانت ولازالت هذه الفكرة أحد الأعمدة التي تم إنشاء عالم الإبداع على أساسها، ومنها سنرى اليوم كوكبنا الذي نعيش عليه كما لم تشاهدوه من قبل:
ستشاهدون في هذا الموضوع فيديو تم تصويره من المحطة الفضائية الدولية للشفق القطبي والمدن المضيئة ليلاً، فإليكم هذا الفيديو المدهش:
تم تصوير هذا الفيديو باستخدام تقنية مرور الوقت Time Lapse وهي تقنية تصوير تعتمد على التقاط عدد كبير من الصور الثابتة بفترة زمنية معينة (صورة كل 5 دقائق مثلاً)، ثم جمع هذه الصور وعرضها بشكل متتالي في صورة فيديو، فتكون النتيجة هي فيديو مدته دقائق يعرض ما تم تصويره في ساعات.
التقطت ناسا هذا الفيديو بواسطة كاميرا خاصة ذات حساسية فائقة للإضاءة المنخفضة والتقطت الصور بين شهري أغسطس وأكتوبر الماضيين:
الشفق القطبي:
تسمى هذه الظاهرة أيضاً باسم الفجر القطبي أو الأضواء الشمالية، وهي أحد أروع الظواهر الخلابة التي تبهرنا بها الطبيعة على الإطلاق!
ظلت هذه العروض الضوئية المدهشة لغزاً يحير العلماء طويلاً حتى استطاعت ناسا حل هذا اللغز باستخدام خمسة أقمار صناعية ليكتشفوا أن السبب هو الآتي:
تقوم الشمس بإطلاق جزيئات عالية الطاقة تسمى أيونات، هذه الأيونات تسبح في الفضاء بسرعة كبيرة (تصل لما بين 300 و800 كيلومتر) لتشكل ما يعرف باسم الرياح الشمسية، وتعبر هذه الرياح القاتلة الفضاء مسرعةً لتضرب الأرض!
وعلى الرغم من أن هذه الرياح خطيرة جداً، إلا أن من بديع صنع الخالق -سبحانه وتعالى- أن جعل لكوكب الأرض مجالاً مغناطيسياً يحيط بها من كل الجوانب كدرع يحميها! وحين تصطدم الرياح الشمسية بهذا الدرع المغناطيسي تتشتت وينعكس جزء منها في الفضاء، بينما يُحبس جزء منها داخل خطوط هذا المجال المغناطيسي ليسير داخله حتى ينزل إلى طبقة الأيونوسفير. وأخيراً حين تصطدم هذه الجزيئات بالغازات الموجودة في طبقة الأيونوسفير تتوهج مسببة هذه العروض الضوئية المبهرة!
وهذا الرسم الذي تم ترجمته من ويكيبيديا يوضح هذه الظاهرة، حيث تشكل الخطوط الحمراء درعنا الذي لا نراه!:
وهذه مجموعة صور مدهشة للشفق القطبي:
تخيلوا أن كل هذا الجمال ناتج عن رياح شمسية لو وصلت إلينا ستقتلنا!!
أظن أنه وأمام جمال هذه الظاهرة وعظمتها، لا نستغرب أن يقسم بها الله -جل وعلا- في القرآن الكريم بقوله: (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ)[الانشقاق: 16-19]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق