أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن تأييد جماعة الإخوان المسلمين في مصر لموقف الحكومة المصرية من المنظمات الأمريكية والتمويل الأجنبي، رسالة للولايات المتحدة بانتهاء عصر السيد المطاع.
وأوضحت الصحيفة أن وقوف الجماعة التي تصدرت الانتخابات البرلمانية خلف الحكومة وحثها على عدم الرضوخ للضغوط الأمريكية والغربية لإنهاء قضية الأمريكيين المحالين للمحاكمة بتهمة زعزعة الاستقرار في البلاد، يثبت أن المشكلة لن تنتهي قريبا بل ستستمر للنهاية، لافتة إلى أن الأمر تحول من قضية جنائية إلى كرامة وطنية.
وأكدت أن الحكومة مدعومة من الجيش المصري، وأن دعم الإخوان لموقفها هو رسالة إلى واشنطن بضرورة الكف عن تدخلاتها في الشؤون المصرية، وأن عليها أن توقن بنهاية عصر مبارك التي كانت فيه السيد المطاع، مشيرة إلى أن الخلافات هزت العلاقات بين البلدين، ودفعت نواب أمريكيين للتهديد بقطع المعونة إذا لم يتم حل المشكلة.
يذكر أن جماعة الإخوان قد قالت في بيان لها تعليقا على الحملة الحكومية على هذه المنظمات إنها "ترفض كل أشكال الضغط التي تبذلها الولايات المتحدة.. وأن الشعب المصري، لن يتسامح مع أي من المسئولين إذا قرروا الاستسلام للضغوط أو التستر على هذه الاتهامات أو التدخل في أعمال القضاء".
وقد أعلنت وزارة العدل المصرية في وقت سابق أسماء 43 موظفًا في منظمات أجنبية تقرر إحالتهم الأحد الماضي لمحكمة جنايات القاهرة، بينهم نجل وزير النقل الأمريكي، على خلفية وقائع مخالفات منسوبة إلى عدد من منظمات المجتمع المدني العاملة في مصر، بينها منظمة "كونراد أديناور" المقربة من الحزب "المسيحي" الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وقد حذر السيناتور الأمريكي البارز باتريك ليهي المجلسَ العسكري في مصر من أن "أيام الشيكات على بياض قد انتهت"، وشنَّ هجومًا لاذعًا على حملة مصر على الجماعات المحلية والممولة من الولايات المتحدة المؤيدة للديمقراطية، وحذر من أن الكونجرس قد يوقف المساعدات في المستقبل إذا لم يتم إجراء تغييرات.
وقد قابلت مصر هذه التهديدات الأمريكية بتحدٍّ حيث أكد رئيس الوزراء المصري الدكتور كمال الجنزوري أن مصر لن تغير موقفها في قضية المنظمات الحقوقية التي تتلقى تمويلاً غير مشروع من الخارج، وهو ما أكد عليه المجلس العسكري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق