إطلالة على كتاب .. "الغرب يتراجع عن الاختلاط"
إطلالة على كتاب .. "الغرب يتراجع عن الاختلاط"
تأليف : بفرلي شو
ترجمة: وجيه حمد عبد الرحمن
في تعريفه للكتاب الذي قدمه للقارئ العربي يؤكد المترجم الدكتور "وجيه حمد عبد الرحمن" والذي بعنوان "الغرب يتراجع عن الاختلاط" للمؤلف" بفرلي شو" أن الفطرة البشرية السليمة تؤكد على ضرورة فصل الرجال عن النساء، خاصة في المؤسسات التعليمية.
مشيرا إلى أن العرف قد جرى في كثير من بلدان العالم بغض النظر عن معتقداتها على عملية الفصل، وكان هذا هو النظام المعمول به في بريطانيا حتى ستينات القرن الماضي.
وأخذ المترجم يعدد السلبيات التي جاءت في الكتاب والناجمة عن الاختلاط في العملية التعليمية؛ ليحدد بعد ذلك الهدف من اهتمامه بترجمة لهذه الدراسة والتي تمثل صرخة في وجه التيار الذي يرمي لطمس الفضيلة، بالقضاء على ما تبقى من مدارس غير مختلطة، كما أنه دعوة للعودة إلى الفطرة السليمة في نبذ الاختلاط في التعليم المدرسي، وهذا ما جعل وزير التعليم البريطاني كينيث بيكر يعلن أن بلاده بصدد إعادة النظر في التعليم المختلط بعد أن ثبت فشله. داعيا في الوقت ذاته دول العالم أجمع للاستفادة من نظام التعليم المطبق في المملكة العربية السعودية التي تمنع الاختلاط في مدارسها وجامعاتها، ويتم تدريس المدرسين للطالبات من خلال الدوائر التلفزيونية.
في البداية يقول المؤلف أنه من أكثر الاعتقادات التعليمية شيوعاً في وقتنا الحاضر عدم التمييز بين الطلاب والطالبات في التدريس والمعاملة، وتجاهل الفروق الجنسية بينهم. ويعد هذا تغيراً ملحوظاً إذا ما قورن بالاعتقادات والممارسات التعليمية الماضية. لذا لم يتردد المعلمون في الماضي في معاملة الطالبات معاملة مغايرة لمعاملة الطلاب، فقد كان من المسلّم به أن يدرس الطلاب والطالبات بعض الموضوعات والمهارات المختلفة، وكان يلحق كل منهما بمدارس منفصلة لا سيما في مرحلة المراهقة؛ لأن التعليم في مجمله إعداد لمواجهة أعباء الحياة، وعليه فقد روعي لدى وضع المناهج الدراسية الوظائف المحتمل أن يشغلها خريجو المدارس بحيث تم الربط بينهما. وينوه المؤلف بمعدلات التعليم المرتفعة في المنهج الدراسي الذي كان يتلقاه الطلاب والطالبات بغض النظر عن جنسهم، ومع ذلك لم يكن التعليم مختلطاً لا في الفصول الدراسية ولا في المدارس، ولم تكن فكرة المساواة بين الجنسين سائدة كما هي اليوم.
وأشار المؤلف إلى تقرير (هادو – عام 1926 ) إلى ضرورة أن يراعي التعليم الفروق بين الجنسيين وأن يلبي الحاجات والرغبات المختلفة، مع الوضع في الحسبان أن هناك قدرا مشتركا ينبغي أن يتعلمه كلا الجنسين. رافضا تلك الأفكار التي تروج للمساواة التامة بين الجنسين، وتعتبر أن الفروق بين الذكر والأنثى هي فروق مزعومة وليست حقيقية ونتيجة للثقافة السائدة في المجتمعات.
يؤكد هادو في تقريره إلى ضرورة تعلم البنات للتدبير المنزلي، مع الانتهاء من تعليمها؛ لتكون قادرة في المستقبل على تحمل مسؤولية بيتها، وتنجح في أن تكون ربة منزل، وقد ورد هذا الرأي أيضا في "كتاب الاقتراحات" الصادر عام 1937 ،كما كرر تقرير كراوثر عام 1959م الرأي العام الذي طرحه هادو.، وفي تقرير نيسوم (Newsom) المعنون بـ (نصف مستقبلنا) عام 1963م فإنه يتحدث عن وجود فصول ومدارس غير مختلطة كأمر مسلم به في التعليم البريطاني، وأن الزواج وعمل المنزل ينبغي أن يشكلا جانباً أساسياً من الحياة المستقبلية للتلميذات.
كما يشير المؤلف إلى كتاب (الاقتراحات) الصادر عن مجلس التعليم البريطاني عام 1973م، الذي أكد على أن أفكار الطلاب والطالبات في مرحلة المراهقة المبكرة تبدأ في التحول القوي نحو أدوارهم المستقبلية بصفتهم رجالاً ونساءً، وأنه ليس من المناسب بناء تعليمهم على مجرد التشابه في المقدرة العقلية بينهم، وأن تحمس الطلاب الطبيعي وحبهم للنشاط والحركة يجعل من المستحيل منح الطالبات فرصاً متساوية في المدارس الثانوية المختلطة.
ويرى المؤلف أن التعليم المختلط قد يتناقض أحياناً مع مصلحة الفتاة، وقد لا يفسح المجال أمام مساواة الفرص للجنسين على نحو حقيقي، ولعل هذا ينطبق على وجه الخصوص في مرحلة المراهقة في المدارس الشاملة، فالطلاب والطالبات ينمون بمعدلات متفاوتة في أثناء مرحلة المراهقة من الناحيتين الجسدية والذهنية، يضاف إلى ذلك أن الجنسين يخضعان لتأثيرات اجتماعية متفاوتة على نحو ملحوظ خلال مرحلة المراهقة، ويلاحظ المراقب للحياة المدرسية إلى أي مدى يتشكل فيه الطلاب على شكل جماعات مستلة على أساس الجنس حتى نهاية حياتهم المدرسية الإجبارية، وتقع بعض الغارات من قبل الطلاب ذوي الجرأة أو الناضجين مبكراً، من أجل إيقاع أحد أفراد المجموعة الأخرى، إلا أن عمليات الإيقاع هذه لا تمثل علاقة صداقة أصيلة، بل تعد رمزاً للانتصار من قبل الجانب المغير!
ويؤكد المؤلف على أن من ينادي بمساواة الجنسين يعترف بما ينتج عن تدريس الطلاب والطالبات في مدارس مختلطة، ومع ذلك فإنهم يتهربون من الحقيقة الجلية التي تلخص في أن حق العديد من الطالبات يهضم في المدارس والفصول المختلطة لمجرد كونها مختلطة، وإذا كانت الفتاة تتعلم على نحو أفضل، وتشعر بسعادة أكبر في المدارس والفصول غير المختلطة فإنه يتم التضحية بالمصالح الحقيقية لمثل تلك الفتاة، مقابل شعارات فارغة تطالب بالمساواة التامة بين الجنسين في التعليم دون النظر إلى الفروقات الجنسية بينهما.
ويتلخص رأي مؤلف كتاب (الغرب يتراجع عن التعليم المختلط) في أن الطلاب والطالبات قد يستفيدون على نحو أفضل بعيداً عن الاختلاط، وبمراعاتنا لمصالحهم بصفتهم رجال الغد ونساءه، ومحذرا من استجابة بريطانيا لدعاوي المساواة بين الجنسين وتطبيق التعليم المختلط واستبداله بالتعليم غير المختلط.
لتحميل نسخة كاملة من الكتاب
http://www.archive.org/download/ikhtelat/ikhtelat.pdf
ويتلخص رأي مؤلف كتاب (الغرب يتراجع عن التعليم المختلط) في أن الطلاب والطالبات قد يستفيدون على نحو أفضل بعيداً عن الاختلاط، وبمراعاتنا لمصالحهم بصفتهم رجال الغد ونساءه، ومحذرا من استجابة بريطانيا لدعاوي المساواة بين الجنسين وتطبيق التعليم المختلط واستبداله بالتعليم غير المختلط.
لتحميل نسخة كاملة من الكتاب
http://www.archive.org/download/ikhtelat/ikhtelat.pdf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق